فن

كولونيا: رائحة الماضي

«كولونيا»، عمل عن الأبوة والخوف: كيف نرث الخوف جيلًا بعد جيل؟ وكيف نعيد إنتاج القهر تحت أسماء مختلفة؟

future البوستر التشويقي لفيلم «كولونيا» وبطلا العمل أحمد مالك وكمال الباشا

في قاعة العرض بمهرجان الجونة السينمائي، عرض المخرج محمد صيام فيلمه الجديد «كولونيا» وسط حضور كثيف من الجمهور وصنّاع السينما، ليعلن عن نفسه مخرجًا روائيًا يحمل من وعيه الوثائقي القديم ما يكفي لتأسيس لغة بصرية فريدة.

صنع محمد صيام فيلمين وثائقيين سابقًا، لم يُعرض أيٌّ منهما في الداخل، فدائمًا ما تكون أفلامه مشاغبة وجدلية، وتحمل الكثير بداخلها. لذلك كان من الطبيعي أن يبقى الجمهور متحمسًا لمشاهدة فيلمه الروائي الأول، والذي وجد فرصة لكي يُعرض في الداخل بل ويُعرض في مهرجان الجونة. إذ لدى جمهور صيام تساؤلات كثيرة قبل أن يرى الفيلم، أسئلة يحملها كل مشاهد بداخله من نوعية: عن ماذا سيحكي لنا صيام هذه المرة؟ خصوصًا وهو لديه مساحة كبيرة في تجربة فيلم روائي يملك حرية تأليفه بعكس الأفلام الوثائقية.

البداية الصادمة

يبدأ الفيلم من الحدث الصادم: وفاة أبٍ مريض في ظروف غامضة، يتهم فيها الابن الأكبر شقيقه الأصغر بالتورط في القتل. غير أن صيام لا يتعامل مع الحادثة باعتبارها محورًا بوليسيًا، بل يجعلها مدخلًا نفسيًا إلى شبكة العلاقات داخل العائلة، وما تحمله من عقد مكبوتة وأوجاع غير معلنة. يعود السرد إلى اليوم السابق للحادث، حيث يفتح الفيلم دفاتر الماضي القريب ليكشف لنا ما تراكم من الصمت والخوف والخذلان بين أفراد الأسرة.

هذه التقنية الزمنية المقلوبة ليست مجرد حيلة درامية، بل اختيار دلالي يعبّر عن طبيعة الإنسان نفسه؛ إذ لا تُفهم لحظته الراهنة إلا بالعودة إلى جذور الجرح الأول. وعلى مدار الأحداث، ينسج صيام سردًا متماسكًا، محكومًا بتوتر داخلي لا يهدأ، يجعل المشاهد في حالة يقظة دائمة، يبحث عن إجابة لكنه يدرك في النهاية أن السؤال أعمق من أن يُجاب عليه.

# سينما # السينما المصرية # مهرجان الجونة السينمائي

مهرجان الجونة- «مجرد حادث» لجعفر بناهي.. لغز السعفة الذهبية
أسئلة الحب والعلاقات في السينما
«هابي بيرث داي» .. جدل الأوسكار المصري بين فيلم لم يعرض وجمهور غاضب

فن